للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أن أهل الكتاب قد ترتفع عنهم الذلة بحبل من الله أو حبل من الناس.

٤ - أن الناس قد ينصر بعضهم بعضًا بالباطل، وهذا عائد إلى قوله: {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} وهذا الواقع المحسوس أن من الناس من ينصر غيره بالباطل؛ لأن الناس ليسوا كلهم أهل عدل بل فيهم أهل الجَوْر وأهل العدوان الذين يساعدون أهل العدوان.

٥ - إثبات الغضب لله تعالى؛ لقوله: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} ومنهج أهل السنة والجماعة في مثل هذه الصفة إثباتها لله على الوجه اللائق به، وأن الله يغضب وينتقم، ولكن أهل البدع يقولون: إن الله لا يغضب وحاشاه من الغضب، فقدّموا الرأي على النص قالوا: لأن الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام، والله عزّ وجل منزه عن ذلك، أحدٌ صمد ليس له قلب بمعنى أنه لا يحتاج إلى ذلك لأنه أحد صمد. قال ابن عباس: الصمد الذي ليس له جوف. فعلى هذا يقولون: إن الغضب الذي وصف الله به نفسه ليس بثابت له لأنه منزه عنه، ولهذا لا يكون الغضب إلا في مقام القوة ويقابله الحزن ويكون في مقام الضعف، ولكن أهل السنة والجماعة قالوا: لسنا أعلمَ بالله من نفسه، وقد وصف نفسه بالغضب فنحن نؤمن بأن الله يغضب، وأن جميع الصفات التي أثبتها الله لنفسه بابها واحد، يجب إثباتها بدون تمثيل، ولا يلزم إذا كان غضب المخلوق هو غليان دم القلب لطلب الانتقام أن يكون هذا المعنى هو الذي يوصف الله به، بل نعلم أن بين غضب الخالق والمخلوق فرقًا كما أن بين ذواتهما فرقًا، فالغضب ثابت لله ولكننا لا نعلم كيفيته، كيفيته موكولة إليه سبحانه وتعالى، فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>