للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}:

{وَأُولَئِكَ}، المشار إليه: هذه الأمة القائمة من أهل الكتاب، قال أهل العلم: و"الصالح" من قام بحق الله وحق العباد، وضده الفاسق، والصلاح يدور على شيئين: علم، وعمل، وضده الجهل والكفر والتمرد، فمن كان جاهلًا فإنه ليس بصالح، والمراد ليس بصالح الصلاح الذي يكون في قمة الصلاح وإلا فإن معه من الصلاح بمقدار ما عنده من العلم، ومن لم يكن عاملًا فليس بصالح وعنده من فَقْد الصلاح بقدر ما فَقَدَ من العمل.

ثم قال تعالى: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ}.

(ما) شَرْطِيَّة، وجملة {فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} جواب الشرط، وفي هذه الآية قراءتان: "وما تفعلوا من خير فلن تُكْفَروه" بالتاء، والثانية "وما يفعلوا من خير فلن يُكْفَروه" بالياء، فعلى القراءة الثانية بالياء لا يكون في الآية التفات لأنها جرت على ضمير الغيبة كما في الآية التي قبلها، وعلى قراءة التاء "ما تفعلوا" يكون فيها التفات من الغيبة إلى الخطاب، وأيضًا يكون الخطاب فيها موجهًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى هذه الأمة.

وقوله: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ} {مِنْ} هذه للبيان، بيانية لوقوعها بعد اسم الشرط، واسم الشرط اسم مبهم يحتاج إلى بيان، ولهذا كلما أتتك "من" بعد اسم الشرط فهي بيانية.

وقوله: {مِنْ خَيْرٍ} سبق آنفًا أن الخير كل ما يقرب إلى الله.

وقوله: {فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} يعني لن يحرموا ثوابه، والكفر أصله السَّتر ومنه (الكُفُرَّى) وهو غلاف طلع النخل، وهذا الكُفُرى

<<  <  ج: ص:  >  >>