سبق ذكره في هذه السورة مرتين، وذكرنا في أول ما مرَّ علينا شروطه وآدابه.
وقوله تعالى:{وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}:
أي مع كونهم مؤمنين وكونهم مصلحين هم أيضًا مسارعون في الخيرات، يعني أنهم يتسارعون في الخيرات كما يتسارع الناس في الغنائم، قال:{فِي الْخَيْرَاتِ} ولم يقُلْ: "إلى الخيرات" مع أن سارَعَ تتعدى "بإلى" كما قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}[آل عمران: ١٣٣] لأن المراد بذلك مسارعتهم إليها وفيها أثناء القيام بها، فالمراد المسارعة إليها، وإذا وصلوا إليها لم يقفوا عن المسارعة فيها، وهذا هو السبب والعلم عند الله في قوله:{وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} ولم يقل: إليها.
وقوله:{فِي الْخَيْرَاتِ} الخيرات جمع خير أو خيرة، وهي كل ما انتفع به العبد أو نفع غيره، فالصلاة خير، وتعليم الناس كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير، والدعوة إلى الله خير، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو خير أيضًا، وكل ما يقرب إلى الله تعالى هو خير، والمسارعة فيه هي المسارعة إليه والمسارعة فيه أثناء العمل.