للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليوم الآخر وهي الأخيرة، ولهذا سمي اليوم الآخر، واليوم الآخر يدخل في الإيمان به كل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت، فسؤال الميت في قبره داخل في الإيمان باليوم الآخر، وعذاب القبر أو نعيمه داخل في الإيمان باليوم الآخر، ووجه ذلك أن كل من مات فقد قامت قيامته، فما يجده في قبره كالذي يجده بعد حشره، كله من أمور الغيب، كله في دار الجزاء، ولهذا قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله: ويدخل في الإيمان باليوم الآخر كل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت، والإيمان به أن تؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت جملة وتفصيلًا. ولكن اعلم أنه يوجد في كتب الوعظ من الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة في أحوال القبر والقيامة ما ينبغي للقارئ أن يحترز منها, ولا أحسن من الرجوع إلى الكتب الصحيحة في هذا الباب لئلا نضل الناس؛ لأن بعض الوعاظ يختار مثل هذه الأحاديث من أجل الترغيب أو الترهيب، وفي الحقيقة أن هذا مسلك ليس بجيد؛ لأن كوننا نملأ أدمغة الناس بأحاديث ضعيفة أو موضوعة خطأ حتى لو كان فيها ترغيب وترهيب، وفيما صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفاية، والناس سوف يأخذون كل ما ذكر على أنه صحيح، يقولون: ما قيل في المحراب فهو صواب، والواجب على من ألّف في الترغيب والترهيب أن لا يذكر إلا ما كان حجة من صحيح أو حسن، أما الضعيف فلا حاجة لذكره لأننا في غنى عن الضعيف الذي لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

بعض الكتب تذكر أنه لا بأس بذكر الحديث الضعيف في

<<  <  ج: ص:  >  >>