مبتدأ وخبرها {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} ولم يعبر الله عزّ وجل عن هذه الأمة بأهل الكتاب بل قال: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}[الحج: ٧٨] كما أنه لم يعبر عن أهل الكتاب بالمؤمنين، فكل آية فيها {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فهي للمؤمنين بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وكل آية فيها {أَهْلِ الْكِتَابِ} فالمراد بهم بنو إسرائيل الذين أرسل إليهم موسى وعيسى.
٤ - الثناء على القيام بطاعة الله والثبات عليها، تؤخذ هذه الفائدة من قوله:{أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} هذا وجه الثناء عليهم.
٥ - الثناء على من يتلون كتاب الله قراءة وعملًا، تؤخذ من قوله:{لَيْسُوا سَوَاءً} ثم ذكر الفرق.
٦ - فضيلة السجود، تؤخذ من الآية {وَهُمْ يَسْجُدُونَ}.
٧ - الثناء على من آمن بالله واليوم الآخر، يؤخذ من {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.
لكن هل إذا أثنى الله على شخص بصفة يكون مذمومًا إذا لم يتصف بها، ينتفي عنه الحمد وقد يستحق الذم وقد لا يستحق؟
لا شك أنه إذا انتفى الإيمان باليوم الآخر هو مذموم لأنه كافر، لكن في غير هذا لو أثنينا على شخص بأنه يصلي صلاة الضحى هل معنى ذلك أنه لو لم يصل فهو مذموم؟ لا، إذن نأخذ قاعدة: لا يلزم من ترك المستحب الوقوع في المكروه، فلو أن رجلًا صلى ولم يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام هل نقول إن هذا مكروه؟ لا. وهذه قاعدة مفيدة، لا يلزم من ترك المسنون أن يقع الإنسان في مكروه ولكنه ينقص أجره لا شك، لكن لا يذم ولا يقال إنه وقع في مكروه أو أمر منهي عنه.