٨ - الثناء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتؤخذ من الآية {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} لو قال قائل: لماذا ذكر الله الإيمان بالله واليوم الآخر بين ذكر تلاوة الآيات وذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ بدأ بتلاوة آيات الله والسجود، وثنَّى بالإيمان بالله واليوم الآخر، وثلَّث بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فلماذا جعل الإيمان وهو الأصل بين تلاوة الكتاب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الجواب: أن تلاوة الآيات تُذكِّر باليوم الآخر وتثبت الإيمان به، أي أنه لا يمكن الإيمان بالشيء إلا بعد العلم به، فهم إذا تلوا آيات الله علموا باليوم الآخر ثم آمنوا به، يعني أنه غاية.
٩ - الثناء على المسارعة في الخيرات من قوله:{وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} فإن قال قائل: كيف يجمع بين هذه الآية التي فيها الثناء على المسارعة في الخير وبين قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا"(١)؟
الجواب أن نقول: إن المسارعة في الخيرات هي المسارعة في موافقة الشرع.
١٠ - الثناء على هؤلاء بالصلاح؛ لقوله:{وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} إذن فينبغي لنا أن نلتزم أو أن نقوم بهذه الأعمال التي مدح الله بها هؤلاء القوم من أهل الكتاب وأثنى عليهم بها.
(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب لا يسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة، رقم (٦٣٦). ورواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة، رقم (٦٠٢).