للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أن الكفار في النار؛ لقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ}.

٤ - أنهم مخلدون فيها؛ لقوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} والجملة اسمية تدل على الدوام والثبوت، فإن قال قائل: هل هذا الخلود أبدي أم له غاية؟

فالجواب: أنه أبدي وليس له غاية، ودليل ذلك في كتاب الله في ثلاث آيات منه في النساء والأحزاب والجن، ففي النساء يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: ١٦٨، ١٦٩] وفي سورة الأحزاب يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [الأحزاب: ٦٤، ٦٥] وفي سورة الجن: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: ٢٣] وليس بعد هذه الآيات قول يُقال، بل لو قاله قائل فقوله مردود عليه؛ لأن هذا أمر غيبي لا يُعلم إلا من قبل الشرع والوحي، والوحي كما ترون نزل بأنهم خالدون فيها أبدًا، وإذا جاء النص فلا قياس، فمن ادَّعى أنهم يخلدون فيها إلى أمد فإنه لولا تأويله لكان أمره خطيرًا جدًا، لكنه تأوّل واشتبهت عليه بعض الآيات وقال بعدم التخليد الأبدي وإلا لكان أمره خطيرًا جدًا؛ لأن ظاهر هذا القول تكذيب القرآن، والأمر خطير جدًا، ولكنه صدر من أناس نعلم نصحهم لكتاب الله ولسنة نبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم على وجه تأولوا فيه، والله يغفر لهم تأويلهم، لكن بالنسبة للعقيدة التي بين الإنسان وبين ربِّه إذا تبين له خطأ عالم من العلماء وجب عليه مخالفته، أمّا بالنسبة للعالم فنرجو له

<<  <  ج: ص:  >  >>