للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المغفرة والرحمة إذا علم بالنصح للأمة لأنه غير معصوم، والعصمة في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

٥ - إثبات القياس؛ لقوله: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ} ووجه ذلك: أن المثل إلحاق للأصل بالفرع، إلحاق للمشبه بالمشبه به، وهذا هو أصل القياس، إلحاق فرع بأصل في حكم لعلة جامعة، فكل مثال ضربه الله في القرآن ففيه دليل على القياس إذ إنه إلحاق المشبه بالمشبه به، وعليه يكون في هذه الآية إثبات القياس.

٦ - حسن أو تمام بلاغة القرآن، وذلك بقياس الغائب على الشاهد، ووجهه أن الريح التي فيها صِرٌّ وأصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم كل يعرف أنها مدمرة ومهلكة، فكذلك أعمال الكافرين هالكة لا خير فيها؛ لأن الكفر مدمر لها، {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} [التوبة: ٥٤].

٧ - أن الكافر لن ينتفع بما عمل في الآخرة، ووجهه أنه إذا هلك ما عمله وزال فإنه لن ينفعه لكن قد ينفعه في الدنيا، فيدفع الله عنه به من البلاء ما يدفع، أو يحصل من الخير الذي يرجوه ما يحصل بسبب الإنفاق الذي أنفقه من ماله.

٨ - انتفاء الظلم عن الله؛ لقوله: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} وهل هو محال لذاته أو لغيره؟

قيل: إنه محال لذاته، وذلك لأن الخلق كلهم عبيد الله ومهما فعل السيد بعبيده فليس بظالم، وعلى هذا فإن الظلم في حق الله مستحيل لذاته، وهذا القول يتضمن أن الله غير قادر على الظلم؛ لأنه مستحيل لذاته عندهم. والقول الثاني: أن الظلم

<<  <  ج: ص:  >  >>