للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - أن أعداءنا إذا تأمل الإنسان أحوالهم وجد من أفواههم ريح البغضاء؛ لقوله: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} بما يتكلمون به، وربما تبدو البغضاء من أفعالهم أحيانًا بالمضايقة، فهم أحيانًا يبدونها من أفواههم، وأحيانًا من أفعالهم بالتهديد الفعلي لا القولي ونحو ذلك.

٩ - أن ما في قلوب الأعداء من العداوة والبغضاء والحقد والحنق أكثر مما يبدو، وهذا أمر لا يطلع عليه إلا الله وهو الذي أخبرنا بذلك، {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} أكبر مما تبديه أفواههم.

١٠ - بيان أن الأوصاف الذاتية أو الفعلية تتفاضل؛ لقوله (أكبر) وهو قد تكلم عن البغضاء، والبغضاء وصف في القلب ذاتي لا يمكن للإنسان أن يعرفه إلا بآثاره، فهنا بيَّن أن البغضاء متفاوتة وكذلك المحبة متفاوتة، ولا شك في المحبة أنها متفاوتة لأنها جاءت في القرآن والسنة {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ} إلى قوله: {أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: ٢٤]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (١). والبغضاء أيضًا تتفاوت بعضها أعظم من بعض.

١١ - مِنَّة الله تعالى علينا ببيان آياته؛ لقوله: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ} والآيات التي بيَّنها الله قسمان: آيات كونية وآيات


(١) رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب حب الرسول من الإيمان، رقم (١٥). ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، رقم (٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>