للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرعية، وبيانه لها إمّا بالمشاهدات الحسية وإما بالتأملات العقلية، فالآيات الشرعية تكون بالتأملات العقلية، والآيات الكونية تكون بالمشاهدات الحسية التي قد تكون طريقًا إلى التأملات العقلية أيضًا.

١٢ - أنه كلما كان الإنسان أشد عقلًا أو أقوى عقلًا كان أفهم لآيات الله، تؤخذ من قوله تعالى: {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} أي أنه كلما كان الإنسان أعقل كانت الآيات له أبين وأظهر.

ومن فوائد قوله تعالى: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}:

١ - بيان علم الله تعالى بما في القلوب؛ لقوله: {تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} لأن المحبة والكراهة من أعمال القلوب، ولا يطلع عليها إلا الله تعالى لكن لها آثار تدل عليها.

٢ - التحذير ممن يبدي أنه ناصح لك وقلبه كاره لك؛ لأن المقصود من هذا قوله: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ} إلى آخر التحذير من هؤلاء، فلا تغتر بمن ظاهر حاله النصح بل قس الأمور بالأفعال؛ لأن الأفعال هي التي تبين حقيقة الأمر، فكم من إنسان يقول لك قولًا وهو على خلاف ما يقول لك ولكن الأفعال هي التي تبيّن.

٣ - أن هذه الأمة الإسلامية تؤمن بجميع الكتب؛ لقوله: {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ} أما اليهود فيكفرون بالإنجيل ويكفرون بالقرآن، وأما النصارى فيكفرون بالقرآن، ومع ذلك هم كفار؛ لأن من كفر بكتاب مما أنزله الله فهو كافر بجميع الكتب، وقد مرَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>