للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا تقرير هذا مرارًا، وأن من آمن ببعض الرسل دون بعض فقد كفر بالجميع، وأن من كفر ببعض الرسل دون بعض فقد كفر بالجميع، وكذلك من كفر ببعض الشريعة فقد كفر بالشريعة كلها؛ لأن الشريعة واحدة {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة: ٨٥].

٤ - أن هؤلاء يخادعون المؤمنين؛ لقوله: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}.

٥ - أن العبرة بالأفعال لا بالأقوال، لقوله: {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} أي أنهم من شدة غيظهم يعضون أناملهم كأنكم أنتم الذين بين أضراسهم ليمضغوكم مضغًا من شدة الغيظ والحنق، ولهذا تجد الناس حتى الآن إذا أراد شخص أن يتوعد إنسانًا أخذ يهز برأسه وهو عاض إصبعه لشدة غيظه.

٦ - إثبات الأسباب؛ لقوله: {مِنَ الْغَيْظِ} لأن (من) للسببية أي بسبب الغيظ، وإثبات الأسباب شيء معلوم ظاهر، ولو تأملت لوجدت أن كل مسبب له سبب قطعًا، وأن جميع الأشياء يجعل الله لها أسبابًا تحصل بها.

٧ - أنه ينبغي للمسلم أن يكون قويًّا صارمًا أمام أعدائه؛ لقوله: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}.

٨ - إثبات علم الله لما في القلوب على وجه صريح؛ لقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ودلالة هذه الجملة على علم الله بما في القلوب دلالة مطابقة، ودلالة قوله: {هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ} دلالة التزام.

<<  <  ج: ص:  >  >>