للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن فوائد قوله تعالى: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}:

١ - أن العدو إذا أصابت عدوه حسنة ساءته، وإذا أصابته سيئة فرح بها، وقد جعل الفقهاء رحمهم الله هذا ضابطًا في العداوة حينما تكلموا في باب الشهادات على أن العدو لا تقبل شهادته على عدوه، قالوا في ضابط العدو: هو من سرَّه مساءتك وساءه مسرتك، مأخوذ من هذه الآية.

٢ - بيان أن العدو مهما أظهر لك من الصداقة فإنه كاذب؛ لأن الذي يسوؤه حسنتك لا شك أنه ليس بصديق، والذي يفرح بمصيبتك لا شك أيضًا أنه ليس بصديق وإن تظاهر بالصداقة.

٣ - بيان شدة عداوة هؤلاء للمؤمنين الذين اتخذوهم بطانة؛ فكيف تتخذونهم بطانة وهم يساؤون بما يسركم، ويسرون بما يسؤوكم؟

٤ - التحذير من تولية اليهود والنصارى لأمور المسلمين القيادية كأن يجعلوهم مدراء أو وزراء أو ما أشبه ذلك؛ لأنهم لا يألوننا خبالًا ويسرون بما يسوؤنا، ويساؤون بما يسرنا، فكيف نتخذهم بطانة نوليهم أمورنا القيادية من إدارة أو رئاسة أو غيرها؟

٥ - أن أعداءنا لا يألون جهدًا في الكيد لنا، ولكن نداوي هذا بالصبر والتقوى، بالصبر على كل ما يجب الصبر عليه من أمور فنقوم بها، أو نواهٍ فنتركها، أو سياسات فنتبعها، ونكون ثابتين على مبدأ وليس كل يوم لنا سياسة بل نكون ثابتين على مبدأ معين نصبر عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>