للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - أن الصبر والتقوى يدفع الأعداء؛ لقوله: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ} وما فعلوه علنًا إن صبرنا واتقينا لا يضرنا من باب أولى؛ لأن الكيد الذي يكون بالمكر والخديعة إذا كان لا يضرنا مع الصبر والتقوى فما كان ظاهرًا بيِّنًا فهو من باب أولى.

٧ - إحاطة الله سبحانه وتعالى بعمل هؤلاء في كل شيء، في العلم والتدبير وإحباط أعمالهم وتدميرهم وغير ذلك، فالله محيط بهم من كل وجه، ولكن قد يبتلي الله بهؤلاء الأعداء ويحصل من كيدهم ما يضر لفوائد كثيرة، منها أن ينال المسلمون الصبر على المؤذي، وأن يرجعوا إلى الله عزّ وجل فيقيموا الدين.

٨ - أن العدو يطغى ويرتفع ويعلو، فإذا بلغ القمة في العلو رمى به الله سبحانه وتعالى إلى السفل؛ فيكون نزوله من العلو إلى السفل أشد من نزوله أثناء الطريق، ولهذا الذي يسقط من السقف يكون أشد ممن لو سقط من أثناء الدرج، فالله سبحانه وتعالى قد يملي للظالم حتى يتمادى في ظلمه وطغيانه، حتى إذا ظن أنه بلغ القمة حطَّ به إلى أسفل السافلين، فصار ذلك أشد وأعظم، وقد نبَّه الله تعالى على ذلك في سورة آل عمران فقال: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: ١٤١] مع أنه في ذلك الوقت كان الظفر للمشركين في أُحد لكن جعل الله ذلك سببًا لمحقهم؛ لأنهم إذا شموا رائحة النصر ازدادوا في طغيانهم وقووا، ثم تكون النكبة.

٩ - أنه يجب على الإنسان أن ينتظر نصر الله عزّ وجل،

<<  <  ج: ص:  >  >>