للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثالث: إيتاء الزكاة.

والرابع: الأمر بالمعروف.

والخامس: النهي عن المنكر، لقول الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: ٤٠، ٤١].

يقول الله عزّ وجل: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ} الباء هنا بمعنى (في) فهي للظرفية، ولا غرابة أن تأتي الباء للظرفية كما في قوله تبارك وتعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ} [الصافات: ١٣٧ - ١٣٨] يعني (في الليل).

و(بدر) مكان معروف، ولا يزال حتى الآن معروفًا بين مكة والمدينة، وسبب هذه الغزوة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سمع بِعير لقريش قدمت من الشام ندب أصحابه إلى الخروج إليها لأخذها؛ لأن قريشًا أخرجوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من ديارهم وأموالهم وهم حرب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكانت أموالهم حلًا للرسول - صلى الله عليه وسلم -، فندب أصحابه أن يخرجوا إليهم فخرجوا في عدد قليل وعدة ضعيفة، خرجوا نحو ثلاثمائة رجل وبضعة عشر رجلًا على سبعين بعيرًا وفرسين فقط يتعاقبونها، الرجلان على بعير والثلاثة على بعير، على أنهم يريدون العير، ولكنَّ أبا سفيان وهو أمير العير أخذ نحو الساحل، ساحل البحر لا على الطريق المعروف، وأرسل صارخًا إلى أهل مكة يستنجدهم لحماية عيرهم، ثم لما نجا أرسل إليهم أنه نجت العير ولكنهم كانوا قد تأهبوا للخروج لمحاربة النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرجوا بكبرائهم وزعمائهم على الوصف الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>