للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مِثْلَيْهِمْ} لأن عدد المؤمنين في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، وعدد الكفار ما بين تسعمائة إلى الألف، ثلاثة أمثال أو أكثر. فذهب بعض العلماء إلى أنهم يرونهم مثليهم وإن كانوا في الحقيقة أكثر، وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالمثل هنا: الزائد وجعل معنى قوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ} أي يرونهم أكثر منهم. أما إذا قلنا: إنها ضرب مثل فلا إشكال فيه، وهذا هو المطابق لقوله تعالى: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٦٦].

ويوجد رأي ثالث وهو أن المراد بمثلين: أي ضعفين، وعليه يكون مطابقًا للواقع، لأن ضعف الشيء مثله مرتين، فإذا كان ضعفين صار ضعفه ثلاث مرات، والمشركون ما بين تسعمائة إلى ألف والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر.

وقوله: {رَأْيَ الْعَيْنِ}:

{رَأْيَ}: مصدر مؤكد لقوله: {يَرَوْنَهُمْ} إذا جعلنا الرؤية بصرية. وأما إذا جعلناها علمية، أي: يعلمونهم {مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ}، فهي أيضًا من باب التوكيد المعنوي، يعني: يعلمونهم علمًا يقينيًا كما يرونهم بأعينهم.

وقوله: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}:

{يُؤَيِّدُ}: يقوي، والباء هنا باء الوسيلة، أي: يؤيد بسبب نصره من يشاء، كما يقال: ذبحت بالسكين وضربت بالعصا، فالنصر إذن وسيلة التأييد، فهو يقوي عزّ وَجَلَّ بنصره من يشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>