للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(مؤمنة) التي تقابلها {كَافِرَةٌ}، وحذف من الثانية ضد ما ذكر في الأولى؛ فحذف (في سبيل الطاغوت)، وقد ذكر في الأولى {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، وهذا من باب الاكتفاء بذكر أحد الوصفين عن الآخر، وهو من البلاغة الإيجازية.

وقوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ}:

وفي قراءة سبعية: (ترونهم) والرائي هم المقاتلون في سبيل الله، أو الكفار. فالضمير يصلح لهذا وهذا، لكن (ترونهم) واضح أنَّها تعود إلى الكفار؛ ترون الفئة التي تقاتل في سبيل الله مثلي الكفار، لكن رؤيا فقط ليست حقيقية كما قال تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [الأنفال: ٤٤].

{يَرَوْنَهُمْ}: يعني يشاهدونهم بأعينهم أنهم مثليهم سواء كانوا مؤمنين أم كفارًا، فإن كانوا مؤمنين يرون الكفار مثليهم. فواضح أن الفئة القليلة هي المؤمنة وإن كان الكفار يرونهم مثليهم رأي العين، ففيها إشكال؛ لأن الكفار إذا كانوا يرون المؤمنين رأي العين مثليهم صارت الغلبة للأكثر! لكنهم قالوا: إن رؤيتهم إياهم مثليهم من باب إراءة الله إياهم كذلك، وإن كانوا في الواقع دون ذلك. والأقرب أن الرائي هم الطائفة المؤمنة، وأن المثلين الطائفة الكافرة، يعني: أن الطائفة المؤمنة ترى الطائفة الكافرة مثليهم، وتحقق أن هؤلاء الكفار يبلغون ضعفيهم، إذا كان المؤمنون مائة فالكفار يكونون مائتين، فإذا قلنا: إن هذه الآية في قضية واقعة وهي في يوم بدر، صار عندنا إشكال كبير في قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>