للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - بيان حال الجنات التي وعدها المتقون وما يصوره قوله: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} من النعيم العظيم.

٥ - أن أهل الجنة خالدون فيها؛ لقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا} وقد دلَّت النصوص على أن هذا التخليد أبدي.

٦ - عظم هذا الأجر؛ لأن العظيم إذا أثنى على شيء دلَّ على عظمه، والله سبحانه وتعالى هو العظيم جل وعلا وقد أثنى على هذا النعيم.

٧ - بيان فضل الله عزّ وجل على عباده حيث جعل هذا الجزاء أجرًا بمنزلة الأجر المحتم الذي لابد من أن يناله العبد.

فإذا قال قائل: كيف نجمع بين هذه الآية وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لن يُدخل أحدًا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة. . ." (١)، وظاهر الآية التي معنا أن هذه الجنة التي أعدت لهم هي أجرٌ وعوض على ما قاموا به من العمل؟

والجواب عن هذا أن نقول: إن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لن يدخل الجنة أحد بعمله" أي على سبيل المكافأة أي أن الجزاء يكافئ العمل ويكون عوضًا عنه، وأما على أنه سبب من الأسباب ولكن الله بفضله جعله بمنزلة العوض فهذا ثابت، فأعمالنا سبب ولو قوبلت بنعم الله لم تكن شيئًا. لو أنك جمعت نعم الله عليك وقارنت بينها وبين عملك لكان العمل ضئيلًا جدًّا ولا يساوي شيئًا. لو أصيب الإنسان بضيق في نَفَسه لكان يبذل لك ما يملك من أجل زوال هذه


(١) رواه البخاري، كتاب المرضى، باب تمني المريض الموت، رقم (٥٦٧٣). ورواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله، رقم (٢٨١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>