إلى الله عزّ وَجَلَّ أن يضرب المثل للمدعوين بالأمور الواقعة؛ لأن ذلك أبلغ.
٢ - أن الإنسان مهما بلغ من الصدق فإنّ عَرْضَه الأمثال الواقعة تجعل كلامه حق اليقين.
والمراتب ثلاثة: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين.
علم اليقين: هو خبره الصادق.
وعين اليقين: ما تراه بعينك مشاهدًا.
وحق اليقين: ما تدركه بحسك.
فإذا قال لك قائل: في جيبي تفاحة، وهو رجل صادق، فالذي أدركت من وجود التفاحة علم اليقين، فإذا أخرجها ونظرت إليها فهذا عين اليقين، فإذا أكلتها فهو حق اليقين، لأن هذا هو الواقع.
٣ - أن النصر ليس بكثرة العدد، ولا بقوة العُدد، ولكنه من الله؛ لأن الله لما ضرب هذا المثل قال:{وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ} والوسيلة الحقيقية لنصر الله الذي به التأييد ما ذكره الله عزّ وَجَلَّ بقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} -إلى الآن لم يأت سبب النصر- {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}[النور: ٥٥]. هذا واحد، إخلاص العبادة لله عزّ وَجَلَّ، هذا من أسباب النصر. وهناك أسباب أخرى ذكرها الله تعالى في قوله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: ٤٠ - ٤١]