للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} [محمد: ١٠]. قال: {دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ} يعني أهلكهم وأبادهم {وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا} من هذه الأمة. إذن سنن جمع سنة وهي الطريقة، والمراد بها طريق الله تعالى في المكذبين للرسل حيث تكون عاقبتهم الهلاك والدمار.

وقوله: {فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} الفاء هنا للترتيب وهي عاطفة، عطف جملة على جملة. {فَسِيرُوا} فعل أمر من السير وهو المشي، والمراد به هنا سير القلوب وسير الأقدام، أما سير القلوب فهو بالتفكير، أن يتفكر الإنسان في الأمم السابقة عليه زمنًا، وكذلك يتفكر في الأمم السابقة عليه مكانًا كما قال تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الصافات: ١٣٧، ١٣٨] فالإنسان يسير بقلبه ويسير بقدمه، أما سيره بقلبه فهو أن يتفكر في عاقبة من مضى زمنًا وفي عاقبة من مضى مكانًا، فمثلًا ديار ثمود موجودة الآن يفكر الإنسان فيها زمنًا أو مكانًا، فينظر كيف كان عاقبتهم، والسير بالقدم قد يكون أشد وقعًا من السير بالقلب؛ لأن الإنسان يصل به إلى حق اليقين، والمشاهدة بالعين والسير بالقلب أعم وأشمل؛ لأن الإنسان يصل به إلى ما لا يمكنه الوصول إليه بالسير قدمًا.

وقوله: {فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ}: (في) ظرفية ولكنها عند المفسرين هنا بمعنى (على) أي سيروا على الأرض؛ لأن السير في جوف الأرض غير ممكن وغير مفيد أيضًا، وإنما يفيد السير على ظهر الأرض.

وقوله: {الْأَرْضِ} أي أرض من سبق فـ (أل) هنا للعهد

<<  <  ج: ص:  >  >>