للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالجواب: أنَّه لا يلزم من الأذية الضرر. فالله تعالى قد يتأذى ولكن لا يتضرر، وأضرب لك مثلًا: لو أن شخصًا جلس إلى جنبك وقد أكل بصلًا أو شرب دخانًا ألست تتأذى برائحته؟ بلى، ولكن هل تتضرر؟ لا تتضرر، إذا رأيت شيئًا مكروهًا فإنك تتأذى ولكن لا تتضرر، إذن لا يلزم من كون الله تعالى يتأذى أن يتضرر.

١١ - الحث على الشكر، لقوله: {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}، ووجهه أن الجزاء أضيف إلى الله فدلَّ على عظمه؛ لأن الثواب من العظيم عظيم، ولهذا كانت الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.

١٢ - جواز الإطلاق في الكلام إذا جاء مفسَّرًا في موضع آخر، لقوله: {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}، فإن هذه الآية مجملة لم يبين الله تعالى كيف هذا الجزاء، ولكنه قد بيّن في نصوص أخرى، والشريعة يفسر بعضها بعضًا، ويقيد بعضها بعضًا، ويخصص بعضها بعضًا، وما تجده مجملًا في مكان تجده مبينًا في مكان آخر، وهذا من تمام الشريعة؛ لأن الشيء إذا أتاك مجملًا فإن نفسك تتطلع إلى بيان هذا المجمل، فتحرص وتبحث وتقرن بين الأدلة، تقارن بعضها إلى بعض حتَّى يتبين لك الأمر، وحتى تكون ملمًا في كل وقت بجميع النصوص.

١٣ - أن الخلق لو كانوا كلهم على الردة فإن الله تعالى لن يتضرر بذلك؛ لقوله: {فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا}، وهذا عام يشمل أي ضرر كان من فرد أو جماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>