ولا شك أن كثيرًا من الناس زيّن لهم حب البنين شهوةً، وليس الشهوة الجنسية، ولكن شهوة الفخر والشرف.
وقال تعالى:{وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ}:
{وَالْقَنَاطِيرِ} جمع قنطار، قيل: المراد به ألف مثقال ذهب، فإذا صارت قناطير تكون آلافًا، و {الْمُقَنْطَرَةِ} أي: المعتنى بها، وقيل: إن القنطار ما يملأ مسك الثور -يعني: جلد الثور- من الذهب، وهذا أكثر من ألف مثقال، وقد ذكر الله تعالى هذه المبالغ من الذهب والفضة لأنه كلما كثر المال في الغالب افتتن به الإنسان، فإذا كانت قناطير مقنطرة من الذهب صارت الفتنة بها أشد.
وقوله:{مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ} نصَّ عليهما لأنهما أغلى ما يكون من الأموال، ولذلك تتعلق الرغبات بهذين الجوهرين الذهب والفضة، حتَّى لو وجدت جواهر نفيسة لا تجد تعلق القلوب بهذه الجواهر كتعلقها بالذهب والفضة.
وقوله:{وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ}:
{وَالْخَيْلِ}: هي هذه الحيوانات المعروفة، وسميت خيلًا لأن صاحبها غالبًا يبتلى بالخيلاء، لأنها أفخر المراكب، فالراكب لها يكون في قلبه خيلاء، أو لأنها هي تختال في مشيتها، ولهذا ترى الخيل عند مشيتها ليست كغيرها، تشعر بأن فيها ترفعًا واختيالًا. قال بعضهم: أو لأنها يخيل إليها أنَّه لا شيء يساميها، وهذا لا ندري عنه، اللهم إلَّا ما يظهر من أثر ذلك مثل اختيالها في مشيتها، وأصحابها لا شك أنهم يرون أنهم فوق الناس، لأنها أفخر المراكب في ذلك الوقت وإلى الآن، قال النبي عليه الصلاة