للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكفار فهو قربة لك عند الله، وكل شيء تنال به الكفار من أذى أو قتل أو غير ذلك فإنه قربة تقربك إلى الله عزّ وَجَلَّ، إلَّا إذا كان بيننا وبينهم عهد، فإن الواجب الوفاء بعهدهم؛ لقوله تعالى: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: ٧].

٦ - إثبات المحبة لله؛ لقوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} والمحبة صفة من صفات الله تعالى المتعلقة بمشيئته؛ فهي من الصفات الفعلية لأنها تتعلق بالمشيئة، ووجه كونها تتعلق بالمشيئة أنَّها مربوطة بسبب، وكل صفة مربوطة أو مُعَلقة بسبب فإنها من الصفات الفعلية، وبناءً على هذه القاعدة المفيدة نقول: الرضا والفرح والضحك صفات فعلية.

فالله تعالى يحب، ولا ألذ للإنسان من محبة الله، من كونه يحب الله عزّ وَجَلَّ، ولذلك إذا قمت تصلي وأنت صافي القلب بعيدًا عن الدنيا، مقبلًا على الله، تجد في هذه الصلاة محبة الله ولذة عظيمة تنسيك الدنيا كلها، لأنك لا تجد شيئًا ألذ من محبة الله سبحانه وتعالى.

ومرَّ علينا كثيرًا ولا حاجة إلى التكرار أن أهل التعطيل ينكرون حقيقة المحبة يقولون: إن المراد بالمحبة الإثابة أو إرادة الإثابة. يعني أنَّها الشيء المخلوق المنفصل عن الله، وهو الثواب أو الإرادة؛ لأنهم يثبتون صفة الإرادة، فمعنى {يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} على قولهم: أي يثيبهم أو يريد أن يثيبهم.

٧ - الحثُّ على الصبر؛ لقوله: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} لأننا لا نعلم فائدة أجلّ وأعظم من الحث على الصبر في مثل هذا التعبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>