للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد يسرف في الواجب وفي المحرم وفي المباح أيضًا، كما لو أسرف في الإنفاق على نفسه وعلى أهله فإنه داخل في الإسراف.

وقوله: {فِي أَمْرِنَا} المراد بالأمر هنا الشأن أي في شأننا، وهو مفرد مضاف فيعم جميع الأمور.

{وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}:

ثبّت أقدامنا عند ملاقاة الأعداء وعند حلول الشبهات وعند ورود الشهوات، والإنسان محتاج إلى أن يثبِّته الله في مواطن القتال، إذ لو لم يثبته الله لفرَّ. ومحتاج إلى أن يثبِّته الله عند الشبهات، إذ لو لم يثبته الله لزاغ. ومحتاج إلى أن يثبته الله عند الشهوات، إذ لو لم يثبته الله لهلك. وكثير من الناس ينزلقون عند وجود الشبهات فتجده ذا يقين، ولكنه إذا وردت عليه أدنى شبهة تأثر لأنه لم يثبت. كثير من الناس أيضًا يكون عنده علم ويقين، وليس عنده شك ولكن الشهوة قد تغلبه فلا يثبت. فالمطلوب تثبيت الأقدام في كل موضع يمكن أن تزل فيه، فيدخل في ذلك كما قلت تثبيت الأقدام عند القتال كما هو سياق الآيات، وتثبيت الأقدام عند الشبهات، وتثبيت الأقدام عند الشهوات.

{وَانْصُرْنَا}:

انصرنا يعني اجعل النصر لنا، وهو الغلبة {عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} يعني الكافرين بالله، فيدخل في ذلك أن ينصرك الله عزّ وَجَلَّ على نفسك؛ لأن نفسك إن لم ينصرك الله عليها فإنها تأمرك بالسوء {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: ٥٣]. {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: ٧٢] فإذا لم ينصرك الله عليها أهلكتك، وإذا نصرك الله عليها

<<  <  ج: ص:  >  >>