قوله {وَالْأَنْعَامِ}: جمع نَعم، كأسباب جمع سبب، وهي الإبل والبقر والغنم، وهذه الأنواع من الحيوانات هي محل رغبة الناس أيضًا، أكثر الناس يقتنون الإبل والبقر والغنم، لا تجدهم يقتنون الظباء أو ما أشبهها من الحيوانات، وإنَّما يعتنون باقتناء هذه الأنواع الثلاثة في البادية وفي الحاضرة، لكنها في البادية أكثر، وأغلى هذه الأنواع هي: الحُمْر من الإبل، ولذلك يضرب بها المثل في الغلاء والمحبة، قال عليه الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب وقد وجّهه إلى خيبر قال:"انفذ على رسلك، ثم ادعهم إلى الإسلام، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْر النَّعَم"(١).
وقوله:{وَالْحَرْثِ}: يعني حرث الأرض للزراعة.
فهذه سبعة أشياء: النساء، والبنون، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة، والأنعام، والحرث، ولو فتشت عامة رغبات الناس في هذه الدنيا لوجدتها لا تخرج عن هذه الأشياء السبعة في الغالب، وإلا فهناك أشياء أخرى محل رغبة عند الناس مثل: القصور المشيدة، والمنازل الفاخرة.
وقوله:{ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}:
{ذَلِكَ}: أعاد اسم الإشارة على مفرد مذكر على تقدير:
(١) أخرجه البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب مناقب علي بنُ أبي طالب - رضي الله عنه -، رقم (٣٧٠٢). ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، رقم (٢٤٠٦).