للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على سبيل التعبد كأن يأمرك بالفحشاء مثل شرب الخمر والسرقة وسوء الأخلاق، أو ينهاك عن المعروف؛ ينهاك عن الصلاة، أو ينهاك عن الإخلاص لله وما أشبه ذلك.

{أَعْقَابِكُمْ}:

الأعقاب جمع عقب، وهو مؤخرة القدم، ويقال له: العرقوب يعني يجعلونكم تمشون على الخلف، ومعلوم أن الذي يمشي على الخلف سوف يقع في الحفر ويطأ الشوك والحصى، وهذا قريب من قوله: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك: ٢٢].

{فَتَنْقَلِبُوا} الانقلاب يقتضي التحول من حال إلى حال، ولهذا يقال: انقلب في فراشه من الجنب الأيمن إلى الجنب الأيسر. إذن هناك تحول من حال إلى أخرى إذا أطعنا هؤلاء الكفار.

وقوله: {خَاسِرِينَ} هذه حال من الواو في قوله: (فتنقلبوا) أي تكونوا في خسارة بعد أن كنتم في ربح؛ لأن الإيمان ربح كما قال تعالى: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: ١، ٢] كل إنسان، ولهذا "ال" هنا للعموم أي أن كل إنسان في خسر. {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ٣] الذين اتصفوا بهذه الصفات الأربع هم الرابحون، ومن سواهم فهو خاسر عصره.

وهذه الحكمة من أن الله أقسم بالعصر دون غيره؛ لأن العصر هو خزائن الأعمال. فإذا لم يقم الإنسان بهذه الصفات الأربع خسر عصره وكان عمره خسارة.

{فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} لأنكم تحولتم من الإسلام إلى الكفر،

<<  <  ج: ص:  >  >>