للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - إثبات الولاية لله عزّ وَجَلَّ، إثبات ولاية الله تعالى للمؤمنين لأنه قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ثم قال: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ} وهذه ولاية خاصة؛ لأن ولاية الله للخلق نوعان:

عامة لكل أحد، وهذه معناها تولي الأمور سواء بنصر أو بخذلان أو غير ذلك، ومنه قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} [الأنعام: ٦١، ٦٢].

أما الولاية الخاصة فهي خاصة بالمؤمنين {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: ٢٥٧] {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ٦٨] وهو عزّ وَجَلَّ ولي المتقين، فالولاية هذه خاصة ومعناها أو مقتضاها أن الله سبحانه وتعالى يتولى هذا الذي استحقها باللطف والعناية ويوفقه، ويفسر هذا حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فيما يرويه عن ربه عزّ وَجَلَّ: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتَّى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" (١) يعني أن الله يسدده في جميع تصرفاته، إذن هذه ولاية خاصة تختص بمن يستحقها من المؤمنين المتقين.

هنا {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ} والمراد بها الولاية الخاصة.

٨ - أن الله عزّ وَجَلَّ ناصر لأوليائه؛ لقوله: {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} وهذا من ولايته.


(١) تقدم تخريجه (ص ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>