للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تدخل على الفعل المضارع وتفيد أمرين: القرب، والتحقيق. وهي تفيد التحقيق من وجه وتفيد القرب من وجه آخر بخلاف (سوف) فإنها تفيد التحقيق وتفيد الإمهال، ولهذا تكون (سوف) للتسويف، والسين للتنفيس أي القرب.

{الرُّعْبَ} فيها قراءتان: الرُّعُب والرُّعْب، وهذا يوجد في اللغة العربية كثيرًا يعني التسكين للتخفيف، والحركة على الأصل مثل: النهْر والنهَر، والمعنى واحد.

والرعب أشد الخوف، وإنما يذكر الله عزّ وجل أنه يلقي الرعب في القلب؛ لأن القلب إذا دخله الرعب فإنه لا يمكن أن يثبت البدن، ولو ثبت البدن أو حاول الإنسان الثبات فإن قلبه من شدة الرعب سوف يحمله عن الأرض حملًا ويفر ولا يمكن أن يبقى، ولهذا نجد بني النضير لما ألقى الله في قلوبهم الرعب ماذا صنعوا؟ الواحد منهم ينجو بنفسه حتى إنهم كانوا من شدة خوفهم يحملون الأمتعة ويكسرون البيوت، يعني: لا يقلعون الأبواب بتؤدة وطمأنينة من شدة الرعب الذي أصابهم. والرعب أقوى سلاح يكون على العدو، فإذا ألقى الله الرعب في قلوب العدو؛ فإنه لن يبقى.

{بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} الباء هنا للسببية أي بسبب شركهم بالله. و (ما) يسميها العلماء مصدرية أي: بشركهم، وعلامة (ما) المصدرية أن يصح تحويل ما بعدها إلى مصدر، فإذا صحَّ تحويل ما بعدها إلى مصدر فهي مصدرية، وقد ذكروا أن لِـ (ما) معانِيَ عشرة مجموعة -أو مشارًا إليها- في بيت من الشعر:

ستفهم شرط الوصل فاعجب لنكرها ... بكف ونفي زيد تعظيم مصدر

والأخير هو المثال الذي معنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>