أعيا جمل جابر، فلحقه النبي - صلى الله عليه وسلم - وضربه ودعا له فمشى الجمل. مما يدل على أنه من أهداف النبي - صلى الله عليه وسلم - للتأخر مثل هذه الحالة.
٤ - أنه ينبغي للقائد أن يكون ذا شجاعة في قيادته بحيث يثبت ويدعو إلى الثبات بقوله:{وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ} لأنه لو لم يثبت وهرب معهم لم يكن صالحًا للقيادة.
٥ - إثبات رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله:{وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ}.
٦ - حكمة الله عزّ وجل وعدله في إثابته عباده؛ لقوله:{فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}، فالعدل ظاهر جدًّا إذا جعلنا الباء للبدل، والحكمة ظاهرة إذا جعلناها للمصاحبة أو بمعنى على؛ لأن هذه الغموم التي يتلو بعضها بعضًا يخفف بعضها بعضًا.
٧ - إثبات الحكمة، إثبات حكمة الله عزّ وجل في أفعاله من قوله (لكيلا)، فإن اللام هنا للتعليل، وهذه المسألة -أعني إثبات الحكمة لله في أفعاله وأحكامه الشرعية- ينفيها الجهمية بل والأشعرية أيضًا ينفونها ويقولون: إن أفعال الله لا تعلل لأنها لو عللت لكان يفعل لغرض، ولأنها لو عللت لصح أن يتوجه السؤال إليه عنها. فيقال: لم فعلت؟ والله سبحانه وتعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}[الأنبياء: ٢٣]، وقد بيّنا فيما سبق أن نفي العلة أو نفي الحكمة لأفعال الله يعد تنقصًا لله عز وجل؛ لأنه إذا انتفت الحكمة في أحكامه الشرعية أو القدرية صارت أحكامه عبثًا ولعبًا، وقد أبطل الله سبحانه وتعالى ذلك في عدة آيات من أشهرها قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}[ص: ٢٧].