٨ - أن الله عزّ وجل يحب من عباده ألا يحزنوا؛ لأنه قدّر الغم بالغم من أجل ألا يحزنوا، وذلك لأن الحزن يحدث للإنسان انقباضًا ربما يمنعه عن كثير من المصالح، وربما يحدث له عقدًا نفسية، والإنسان ينبغي أن يعوِّد نفسه على انشراح الصدر وانبساط النفس بقدر ما يستطيع؛ لأنه لا شك أن الإنسان إذا كان صدره منشرحًا ونفسه منبسطة أن يكون مستريحًا قابلًا للتفهم والتفهيم.
٩ - التربية العظيمة للعباد، وهي ألا يحزنوا على ما فاتهم، إذا فاتك خير تظنه خيرًا لنفسك فقل: قَدَّرَ الله وما شاء فعل، وكذلك إذا أصابك ما تكره قل: قدر الله وما شاء فعل، واعلم أن الحزن لا يرد الغائب أبدًا، وإنما يزيد الإنسان بلاءً.
١٠ - إثبات علم الله عزّ وجل الواسع بكل معلوم؛ لقوله:{وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
١١ - وجوب الحذر من المخالفة، مخالفة الله عزّ وجل. ووجهه: أنه إذا كان خبيرًا بعملنا فإن ذلك يوجب لنا ألا نخالفه؛ لأننا إن خالفناه علم، وإذا علم فسوف يحاسبنا.
١٢ - الرد على الجبرية من قوله:{تَعْمَلُونَ} ووجه ذلك: أنه أضاف العمل إليهم. والجبرية يقولون: إن الإنسان لا يعمل، لا يفعل شيئًا باختياره.
١٣ - الرد على غلاة القدرية من قوله:{خَبِيرٌ} لأن غلاة القدرية ينكرون علم الله بفعل العبد، ويقولون: إن الله عزّ وجل لا يعلم أفعال العبد لكن إذا فعلها علم بها.