كتب عليهم القتل كتابة قدرية لا كتابة شرعية، فهي كقوله تعالى:{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: ١٠٥] هذه كتابة قدرية. أما قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}[البقرة: ١٨٣] فهي كتابة شرعية بمعنى فرض.
وقوله:{إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}:
أي مكان الاضطجاع؛ لأن الميت يضطجع في قبره ولكنه اضطجاع إلى أمدٍ، إلى أن يبعث يوم القيامة، فإن الاضطجاع في القبور ليس هو آخر شيء، ولما سمع أعرابي رجلًا يقرأ قول الله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: ١، ٢] قال: والله ما الزائر بمقيم، فاستدل بهذه الآية على أنه لابد من مفارقة لهذه المقابر وذلك في البعث.
وقوله:{إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} أي محل اضطجاعهم الذي يدفنون فيه.
{وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ}:
الواو حرف عطف، واللام: لام التعليل، ولهذا يجب كسرها ولا يجوز أن تسكنها، يعني لا يجوز أن تقرأ (ولْيبتلي) بل يجب أن تقول (وليبتلي) لأن لام التعليل مكسورة في كل حال بخلاف لام الأمر، فإن لام الأمر تسكن إذا وقعت بعد حرف العطف الواو والفاء وثم، قال الله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ