فكأنهم أرادوا أن يرجع عن عزيمته وقالوا: استكرهنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا له فقال:"ما كان لنبي لبس لأمة الحرب أن يضعها حتى يفتح الله بينه وبين عدوه"(١) فخرج، فالذين قالوا نبقى في المدينة هم الذين قالوا:{لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} يعني لبقينا في المدينة ولم نقتل.
قال الله تعالى:{قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}:
يعني قل يا محمد لهؤلاء الذين قالوا:{لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}: لو كنتم في بيوتكم أي لو بقيتم فيها ولم تخرجوا ليس في مدينتكم فحسب بل في بيوتكم في قعر البيت لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم، يعني اختفاءكم وبقاءكم في بيوتكم لا يمنع أن تبرزوا إلى مضاجعكم حيث كتب عليكم القتل.
وقوله:{فِي بُيُوتِكُمْ} فيها قراءتان سبعيتان: ضم الباء وكسرها في (بِيُوتكم).
وفي {كُتِبَ عَلَيْهِمُ} ثلاث قراءات سبعيات: كسر الهاء والميم، وضم الهاء مع ضم الميم، وكسر الهاء مع ضم الميم (عليهِمِ القتل)(عليهُمُ القتل)(عليهِمُ القتل).
وقوله:{لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ}:
(لو) هذه شرطية، وفعل الشرط:(كنتم) وجوابه (لبرز)، وقد مرَّ علينا أن (لو) تأتي شرطية وتأتي مصدرية للتمني، مثل