حين قال:{يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} أن هذه الطائفة من المؤمنين مع أنه ربما يقول قائل: بل إن الآية تدل على أن هذه الطائفة ليست من المؤمنين؛ لأنه قال:{يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} ولم يقل: وطائفة منكم لكن الذي يرجح التقسيم الأول؛ لأنه قال: يغشى طائفة وطائفة قد أهمتهم، والمفسرون مختلفون في ذلك على قولين:
القول الأول: أن هذه الطائفة طائفة من المنافقين.
القول الثاني: أنها طائفة من المؤمنين لكنهم ضعاف الإيمان.
الأمر هنا واحد الأمور، يعني لو كان لنا من الشأن في هذه الغزوة شيء وردّ الأمر إلينا ما قتلنا هاهنا، يعني ما خرجنا ولا قتلنا، وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام استشار الصحابة حين الخروج إلى أُحد هل يخرج أم لا؟
فأشار عليه الشبان بأن يخرج لأنهم أو كثيرًا منهم لم يخرجوا في غزوة بدر، فأرادوا أن يعوضوا عن تخلفهم عن غزوة بدر بهذه الغزوة، وقال بعض الصحابة: بل نبقى يا رسول الله في المدينة فإن دخلوا علينا قاتلناهم من على السطوح، وكان رأي النبي - صلى الله عليه وسلم - يميل إلى هذا، ولكنه دخل بيته عليه الصلاة والسلام ثم عزم على أن يخرج ولبس لأمة الحرب وخرج.