وتأمل قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج: ٤٠] يتبيَّن لك أن هذا النصر محقَّق؛ لأنه إِذا كان الله قويًا عزيزًا فكل من أمامه ضعيفٌ ذليل، ثم تأمل مرة أخرى قوله:{وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: ٤١] يتبيَّن لك أن القوى الظاهرة المادية مهما عظمت فإن عاقبتها بيد الله عز وجل، هو الذي يجعل العاقبة لمن يشاء والعاقبة للمتقين، وإذا أردت أن تعرف هذا من الناحية التاريخية فانظر ما جرى للأمة الإسلامية في أول عهدها، أسقطت الدول الكبرى العظمى، دولة الروم ودولة الفرس ودولة القبط في مصر، ملكوا مشارق الأرض ومغاربها، هذا من الناحية التاريخية، ومن الناحية الواقعية زلزلة واحدة في لحظات من رب العرش تدمر كل شيء، ولا يستطيع أحد أن يمنع هذه الزلزلة، فلهذا نقول: إن من ضعف الإيمان أن ينظر الإنسان إلى الأمر المادي، ولا ينظر إلى قدرة الله عزّ وجل وقوته، إِذن لابد أن