نسلك أسباب النصر، ونحن إذا سلكنا أسباب النصر بإيمان ويقين تحقق لنا.
٥ - التحذير من فعل أسباب الخذلان؛ لقوله:{وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}. ومن أسباب الخذلان: تولي الكفار ومناصرتهم ومعاضدتهم، فإن هذا من أسباب الخذلان، فالاعتماد يكون على الله عزّ وجل، لأن الله سبحانه وتعالى قال:{وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}.
٦ - وجوب التوكل على الله وحده؛ لقوله:{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وإفراده بالتوكل يؤخذ من تقديم المعمول على عامله؛ لأن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر، وهذه قاعدة، حتى للمبتدأ والخبر، فلو قلت: لله ملك السموات والأرض يعني لا لغيره.
٧ - أن التوكل من مقتضيات الإيمان؛ لأنه علق الحكم على وصف، وهو الإيمان، فدلَّ ذلك على أنه كلما قوي الإيمان قوي التوكل على الله، وكلما ضعُف الإيمان ضعف التوكل على الله.
فإن قال قائل: هل إفراد الله بالتوكل يُنافي فعل الأسباب؟
فالجواب: لا، بل فعل الأسباب من التوكل على الله؛ لأنك إذا توكَّلت على الله فمن مقتضيات التوكل عليه أن تفعل ما أمرك به.
لو قال قائل: أنا سأدخل النار متوكلًا على الله، نقول: هذا غير صحيح، اللهمَّ إلَّا أن يقع ذلك على سبيل التحدي، فيمكن لهذا أن يكون آية من آيات الله، وينصر الله هذا الفاعل لنصرة دينه، ويكون هذا الذي حصل من دخوله في النار كرامة، ولهذا