به وإلا فمن الممكن أن يقول القائل: لماذا تحرقون رحله؟ لماذا لا تضعونه في بيت المال ينتفع المسلمون منه؟
لكن نقول: إن إحراقه خيرٌ من إدخاله لبيت المال، لأجل التنكيل به ليكون ردعًا له ولغيره أن يعود إلى الغلول.
٣ - أن الأنبياء لا يُغلُّون شرعًا، وأن النبي لا يَحل لأحد أن يَغُلَّهُ، أن يَغُل من الغنيمة التي اكتسبها بِحَربِه.
٤ - أن الجزاء من جنس العمل؛ لقوله:{وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وهذا على سبيل العقوبة، ولهذا نعرف ضعف قول من قال من السلف:(غُلّ المصحف لتأتي به يوم القيامة). هذا خطأ؛ لأنه يأتي به يوم القيامة على سبيل العقوبة لا على سبيل الثواب، وربما يأتي به يوم القيامة لا على الوجه الذي غله في الدنيا.
٦ - إثبات قدرة الله عزّ وجل، وأنه سبحانه وتعالى قادر على أن يأتي الإنسان بما غلّ مع أنه قد فني وزال، وإن كان طعامًا قد أكل، ولكن الله على كل شيء قدير {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس: ٨٢].
٧ - جزاء كل نفس بما كسبت؛ لقوله:{ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ} لا زيادة ولا نقص، واستدل بعض العلماء بهذه الآية على أن إهداء ثواب القرب لا يجدي شيئًا؛ لأنه ليس من كسب المهْدَى إليه، مثاله رجل صلى ركعتين ينويهما لفلان أو فلانة، وأن ثوابه إما أن يضيع وإما أن يكون للعامل، وذلك لأن المهدي للقرب ليس له ثواب إلا الإحسان إلى الغير فقط، أما ثواب العمل المخصوص المرتب عليه، فإنه إن قيل بصحة إهداء القُرَب