للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - إثبات أن الرضا صفة من صفات الله؛ لقوله: {رِضْوَانَ اللَّهِ}، ومن قاعدة أهل السنة والجماعة (أن كل وصفٍ وصف الله به نفسه فإنه يجب علينا أن نؤمن به ونصف الله به) فنقول: إن لله رضوانًا وأنه يرضى، والرضا صفة فعلٍ؛ لأن الرضا له سبب، وكل صفة من صفات الله لها سبب فإنها من الصفات الفعلية.

وأنكر بعض الناس الصفات الفعلية لله متعللين بعلتين:

العلة الأولى: أن صفات الأفعال حادثة، والحوادث لا تقوم إلا بحادث؛ لأن حدوث الصفة يدل على حدوث الموصوف، فالحوادث لا تقوم إلا بحادث.

العلة الثانية: قالوا: إن كانت هذه الصفة كمالًا لزم أن يكون متَّصفا بها دوامًا، وإن كانت نقصا لزم أن لا يتَّصف بها دوامًا؛ لأن النقص لا يمكن أن يتصف الله به.

فنقول: إن قولكم إن الحوادث لا تقوم إلا بحادث غير صحيح؛ لأن الحوادث فعل الفاعل، والفعل عقلًا يتأخر عن الفاعل بلا شك؛ لأن الفعل يكون بإرادة الفاعل وقدرته، وهو متأخر عن وجوده، فالفاعل سابق للمفعول وسابق للفعل أيضًا، فكيف نقول: إن الحادث لا يقوم إلا بحادث؟

الثاني: قولكم: أنها إن كانت هذه الصفة كمالًا وجب أن يتصف بها دوامًا، وإن كانت نقصًا لزم ألا يتصف بها دوامًا. الجواب عنه: هي كمالٌ حال فعلها ولا شك، وحال عدمها ليست كمالًا، والكمال في عدمها.

خذ الرضا مثالًا: الرضا على من يستحق الرضا كمال، ولا يستحق الرضا إلا بعد فعل ما يوجبه، والرضا عمن لا يستحق

<<  <  ج: ص:  >  >>