للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقص يُنافي الحكمة، فإذا اتصف بالرضا فإنه يتصف بها في الحال التي يكون بها كمالًا.

والرضا يُفسِّره الذين يقتصرون على إثبات سبع صفات بأنه الثواب أو إرادة الثواب، والصحيح أن الرضا صفة حقيقية ثابتة لله عزّ وجل، وليست هي الثواب؛ لأن الإثابة خَلْقُ ما يُثَابُ به غير الرضا، وهي -أي الإثابة- من مقتضيات الرضا وآثاره، وليست هي الرضا بلا شك.

وعليه فلا يصح أن نُفسر الملزوم باللازم؛ لأنهما شيئان متباينان، فحينئذٍ يتبيَّن أن الصواب ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة -جعلنا الله منهم-.

٣ - إثبات السخط لله؛ لقوله: {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ}، والسخط والغضب معناهما متقارب، وأهل السنة يقولون: إن السخط صفة حقيقية ثابتة لله عزّ وجل، وأهل البدع يقولون: لا يمكن أن يسخط الله عزّ وجل، بل المراد بالسخط الانتقام أو إرادة الانتقام. فيقولون: إن سخطه ليس وصفًا في نفسه، بل معناه انتقم وعاقب المسخوط عليه أو أراد أن ينتقم منه، وهذا بناءً على أن صفات الأفعال لا تقوم بالله، والتعليل هو ما سبق، ونحن نقول: إن الانتقام من آثار السخط، وإرادة الانتقام أيضًا من آثار السخط، والدليل على ذلك قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥]. {آسَفُونَا} بمعنى أغضبونا {انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}، فجعل الانتقام بعد وجود الغضب، وهذا يدل على أن هذا ليس هو هذا.

٤ - التحذير من التعرض لسخط الله؛ لقوله: {كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>