للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - إثبات النار؛ لقوله: {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ} وهي ثابتة الآن وموجودة، ولا تفنى أبدًا؛ لأن الله ذكر التأبيد في ثلاثة مواضع من كلامه: في سورة النساء، وفي سورة الأحزاب، وفي سورة الجن، فقال في سورة النساء: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (١٦٨) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: ١٦٨، ١٦٩]، وقال في سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الأحزاب: ٦٤، ٦٥]، وقال في سورة الجن: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: ٢٣] ولا قول بعد قول الله عزّ وجل؛ لأن قوله أصدق الكلام وأبين الكلام، وهو الخالق عزّ وجل.

٦ - ذم النار والثناء عليها بالقدح؛ لقوله: {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

٧ - التنبه لأمرٍ يتكلم فيه الناس كثيرًا الآن، يقولون: إذا مات الرجل فإنه يرجع إلى مثواه الأخير، وهذا لو أخذنا بظاهره، لكان يتضمَّن إنكار البعث، مع أن القبر ليس المثوى الأخير، وإنما المثوى الأخير الآخرة، الجنة أو النار، والقبر مزار.

سمع أعرابي رجلًا يقرأ قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} [التكاثر: ١، ٢] فقال: والله إن الزائر ليس بمقيم، فَهِمَ هذا من قوله: {زُرْتُمُ} وهذا مفهوم فهمًا فطريًّا لا يحتاج إلى دراسة، وهذا كالذي سمع قارئًا يقرأ: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ والله غفور رحيم). قال الأعرابي: اقرأ الآية صوابًا، فقال: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ والله غفور رحيم). قال: اقرأها صوابًا ما هكذا، فقال: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>