بالرجل من الكبر مع السخاء والعلم، فيا لها حسنة غطّت على عيبين عظيمين، ويا لها سيئة غطّت على حسنتين كبيرتين. ثم أومأ إليه بالجلوس وقال لي: احفظه يا أبا عبد الله فإنه أدب كبير أخذناه عن العلماء.
وإلّا التوى أو ظنّ أنك دونه ... وتلك التي جلّت وما دونها صبر
«٢٥٨» - وكان ابن ثوابة من أقبح الناس كبرا؛ روي أنه قال لغلامه: اسقني ماء، فقال: نعم، فقال: إنما يقول نعم من يقدر أن يقول لا، وأمر بصفعه.
ودعا أكّارا وكلمه، فلما فرغ دعا بماء وتمضمض استقذارا لمخاطبته.
«٢٥٩» - قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:[من الطويل]
لقد جعلت تبدو شواكل منكما ... كأنكما بي موقران من الصخر
فمسّا تراب الأرض منها خلقتما ... ومنها المعاد والمصير إلى الحشر
ولا تعجبا أن تؤتيا فتكلما [١] ... فما حشي الأقوام شرّا من الكبر
«٢٦٠» - قال أكثم بن صيفي: من أصاب حظّا من دنياه فأصاره ذلك إلى كبر وترفّع فقد أعلم أنه نال فوق ما يستحقّ، ومن تواضع وغادر الكبر فقد أعلم أنه نال دون ما يستحقّ.