«٦٥٨» - اختصم رجلان إلى قاض، فدنا أحدهما منه وقال له سرا: قد وجهت إلى الدار فراريج كسكرية وحنطة بلديّة وكذا وكذا، فقال القاضي بصوت عال: إذا كانت لك بينة غائبة انتظرناها، ليس هذا مما يسارّ به.
«٦٥٩» - حضر جماعة من أهل زنجان باب السلطان، فشكوا ثقل متولّيهم وتضاعف المؤن عليهم، فأجيبوا إلى حطيطة، فقالوا نحبّ أن يقتصر منّا على الأخماس بدل الأعشار، فصار ذلك بجهلهم رسما عليهم.
«٦٦٠» - كان الفضل بن العباس اللهبي ثقيل البدن تتعذر الحركة عليه، وكان بخيلا فاشتري له حمار، فقال للذي اشترى له الحمار: إني لا أطيق علفه، فإمّا أن بعثت إليّ بقوته وإلّا رددته. فكان يبعث إليه بعلف كلّ ليلة، ولا يدع هو أن يطلب من كلّ أحد يأنس به علفا، ويعلف الحمار التبن، ويبيع الشعير، حتى هزل وعطب. فرفع الحزين الكنانيّ إلى ابن حزم أو غيره قصة، وكتب في رأسها «قصة حمار الفضل اللهبي» ، وشكا فيها أنه يركبه ويأخذ علفه وقضيمه من الناس، فيبيع الشعير ويعلفه التبن، ويسأل أن ينصف منه فقراء الرقعة، وضحك وقال: لئن كنت مازحا إني لأظنك صادقا، فأمر [١] بتحويل الحمار إلى اصطبله ليعلفه ويركبه اللهبي متى أراد.