للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنه والله ما يثنيني عليك إلّا مثل ما يصرفك عنّي، ولأن أكون مقلّا مقرّبا أحبّ اليّ مّن أن أكون مكثرا مبعدا، ما نسألك عملا لا نضبطه، ولا مالا إلّا ونحن أكثر منه.

إنّ هذا الأمر الذي صار في يدك قد كان في يد غيرك فأمسوا والله حديثا، إن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا، فتحبّب إلى عباد الله بحسن البشر ولين الحجاب، فإنّ حبّ عباد الله موصول بحبّ الله، وهم شهداء على خلقه، ورقباؤه على من اعوجّ سبيله.

[مزيد من الأخبار والأشعار]

٣٢٩- قال المنصور لبعض أصحابه: سلني، فقال: يبقي الله أمير المؤمنين. فقال: ويحك اذكر ما تريد فليس كلّ وقت تؤمر بهذا. فقال: والله ما أغتنم مالك، ولا أخاف بخلك، ولا أستقصر عمرك، وإنّ سؤالك لزين، وإنّ عطاءك لشرف، وما بامرىء بذل وجهه إليك من عار. فتلافى المنصور بالمدح بما ليس فيه، وكفته القناعة من اجتدائه.

٣٣٠- رئي بهلول في مقبرة فقيل له: هلّا خالطت الناس؟ فقال: إني بين قوم إن حضرت لم يؤذوني، وإن غبت لم يغتابوني. قيل له: فادع الله تعالى فإنّ الناس في ضرّ وشدة من الغلاء، فقال: وما عليّ من ذاك ولو بلغت الحبة دينارا، وإنما عليّ أن أعبد [١] الله تعالى كما أمرني، وعليه أن يرزقني كما وعدني.

«٣٣١» - قال رجل: دخلت على هند بنت المهلب فرأيت بيدها مغزلا تغزل به، فقلت لها: تغزلين؟ قالت: نعم سمعت أبي يذكر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال:

أعظمكنّ أجرا أطولكنّ طاقة؛ وهو يطرد الشيطان ويذهب بحديث النفس.


[١] ح: أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>