٤٥٠- حضر أعرابيّ وليمة فرأى نعمة فقال: النعم ثلاث: نعمة في حال كونها، ونعمة ترجى مستقبلة، ونعمة تأتي غير محتسبة، فأدام الله لك ما أنت فيه، وحقّق ظنّك في ما ترجوه، وتفضّل عليك بما لا تحتسبه.
«٤٥١» - كتب جعفر بن يحيى إلى صديق له: ما جاوزتني نعمة خصصت بها، وما قصّرت دوني ما كان محلّها بك.
«٤٥٢» - وكتب أبو إسحاق الصابي إلى رجل زوّج أمّه: قد جعلك الله- وله الحمد- من أهل التحصيل، والرأي الأصيل، وصحة الدين، وخلوص اليقين، فكما أنك لا تتبع الشهوة في محظور تحلّه، فكذلك لا تطيع الأنفة في مباح تحظره. وتأدّى إليّ من اتصال الوالدة- نفّس الله لها في مدتها ومدّتك، وأحسن في البقية منها إمتاعك- بأبي فلان، أعزّه الله، ما علمت فيه أنك بين طاعة للديانة توخّيتها، ومشقة فيها تجشّمتها، وأنك جدعت أنف الغيرة لها، وأضرعت خدّ الحميّة فيها، وأسخطت نفسك بإرضائها، وعصيت هواك إليها.
فنحن نهنئك بعزيمة صبرك، ونعزّيك عن فائت مرادك، ونسأل الله الخيرة لك فيه، وأن يجعلها أبدا معك في ما شئت وأتيت، وتجنّبت وأبيت.