اللهم إنّا نحمدك على مزيّة العقل التي خصصت بها الإنسان، وفضّلته بها على الحيوان، وجعلته إلى معرفتك سبيلا، وعلى فوائد فضلك دليلا، واعتمدت عليه في التكليف والعبادة، ووعدت عليهما خير الجزاء والإفادة، ووقفتنا به على دقائق المعلومات، وبيّنت لنا به مناهج الخيرات، فاهتدى إليها من اهتدى بتوفيقك وتسديدك، وضلّ عنها وحار من عدم الإعانة من توفيقك وتأييدك.
ونعوذ بك من الجهل المضلّ عن سنن هداك القويم ورشدك، الداعي إلى سخطك الأليم وغضبك. وأشهد أن لا له إلّا الله وحده لا شريك له شهادة تنفي الضلالة، وتشفي من عمى الجهالة، وأسأله الصلاة على رسوله المصطفى ونبيّه المجتبى، الذي دلّت على بعثته العقول والألباب، وخصمت حجته الجهول والمرتاب، ووضحت به معالم الهدى فاستنارت، وكسدت بضائع النفاق فبارت، وعلى آله وأصحابه، أهل الفضل وأربابه.