(وما توفيقي إلا بالله) الحمد لله الذي لا تنأى فوائد جوده ولا تنزح، ولا تبعد عوائد فضله ولا تبرح، ينجي الملجّج في غمرات البحار، كما يحفظ مقتحم الفلوات والقفار، الذي قسم الأيام بين عباده دولا، وألزمهم أحكامه فلم يستطيعوا عنها حولا، وقضى على كلّ نفس بما توجهت له حتى لا تدري بأيّ أرض تموت، وغيّب عنها ما تستقبله حتى لا تدري ما تكسب غدا وما تقوت، وأعقب الاستقرار نقلة وظعنا، وجعل النهار معاشا والليل سكنا. أحمده على ما آتانا من رزقه وادعين ومرتكضين، وأيدنا به من كلاءته مطمئنين ومغتربين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يعضد الإقرار بها اليقين، وترفع الناطق بها مخلصا في عليين، وأسأله الصلاة على رسوله البشير الداعي إلى دار القرار، النذير المحذر من التداعي في درك النار، جاعل طيبة دار هجرته، وهجرة الوطن سبب نصرته، وعلى آله الطيبين الطاهرين وعترته.