قال: كنت واقفا عند الجسر ببغداد أحدّث صديقا لي، فوقفت امرأة مقابلي طويلا تتأمّلني ولا ترفع ناظرها عني حتى استربت بها. فقلت لغلامي: انظر ما تريد هذه المرأة. فدنا منها فقال: ما وقوفك وما تريدين؟ قالت: كانت عيني أذنبت ذنبا فأحببت أن أعاقبها بالنظر إلى هذا السمج [١] .
[نوادر في التعصب والتخرب]
«٩٧٤» - قال عروة بن سليمان: كان عندنا رجل من بني نمير يدعو لأبيه ويدع أمّه فقيل له في ذلك فقال: إنها كلبيّة.
«٩٧٥» - ركب شيخ من بني نمير في سفينة ومعه ابن له، وفي السفينة جماعة، فنسبهم الشيخ فإذا كلّهم من الأزد. فأخذ الشيخ حديدة وجعل ينقب بها، فقال له ابنه: ما تصنع؟ قال: أخرقها، قال: إذن نغرق، قال: يا بنيّ، أما ترضى أن أغرق أنا وأنت وثمانية عشر رجلا من الأزد؟
«٩٧٦» - وقال رجل من بني أسد يمدح يحيى بن حيان النخعي:[من الطويل]
ألا جعل الله اليمانين كلّهم ... فدى لفتى الفتيان يحيى بن حيّان
ولولا عريق فيّ من عصبيّة ... لقلت وألفا من معدّ بن عدنان
ولكنّ نفسي لم تطب بعشيرتي ... وطابت له نفسي بأبناء قحطان
«٩٧٧» - وزعم أنّ ناسكا من بني الهجيم بن عمرو بن تميم كان يقول في قصصه: اللهمّ اغفر للعرب خاصة وللموالي عامة، فأما العجم فهم عبيدك