في نجائها، مشرفة الهادي- تجده في طاعتها، مجفرة الجوف- تجده في صبرها.
«٦٧٥» - كان خالد بن صفوان والفضل بن عيسى الرقاشي يختاران ركوب الحمار ويجعلان أبا سيّارة الذي يضرب المثل بحماره فيقال: أصحّ من عير أبي سيارة قدوة لهما وحجة.
وقيل للفضل لم تركبه؟ فقال: لأنه أقلّ الدوابّ مؤونة، وأكثرها معونة، وأسلمها جماحا، وأخفضها مهوى، وأقربها مرتقى، يزهى راكبه وقد تواضع بركوبه، ويدعى مقتصدا وقد أسرف في ثمنه، ولو شاء أبو سيارة لركب جملا مهريّا أو فرسا عربيّا ولكنه امتطى عيرا أربعين سنة.
وقال خالد بن صفوان: عير من نسل الكداد، أصحر السّربال، محملج القوائم، مفتول الأجلاد، ويحمل الرحلة، ويبلّغ العقبة، ويقلّ داؤه، ويخفّ دواؤه، ويمنعني أن أكون جبارا عنيدا، ولولا ما في الحمار من المنافع ما امتطاه أبو سيارة أربعين سنة.
فعارضهما أعرابي فقال: الحمار إن ركبته أدلى، وإن تركته ولّى، كثير الروث، قليل الغوث، سريع إلى الغرارة، بطيء في الغارة، لا ترقأ به الدماء، ولا تمهر به النساء، ولا يحلب في الإناء.
٣- صفات الإبل
٦٧٦- قال عبدة بن الطبيب:[من الطويل]
وقام إلى وجناء كالفحل حرّة ... بثني زمام بعد ما كاد يشرق