وما توفيقي إلا بالله الحمد الله الذي تفرّد بالكمال، وتعالى عن الأشباه والأمثال، قوله الحقّ وأمره الفصل، وبيده الخير وله الفضل، خصّ البشر بالنقص وألزمهموه، ليعرفوا الخالق برتبة الكمال فيوحّدوه، ما استفزّ العجب ذا فضيلة إلا كشفته هفوته، ولا استقرّ في خياله التّمام إلا أكذب النقص مخيلته، ولا امتدّ سابق في جراء إلا والعثار غايته، ولا اشتدّ صاعد في ذروة علاء إلا والهبوط عاقبته، ولا اشتدّ ساعد في رماء إلا خان وقد أمكنت رميّته.
أحمده حمد مسلم معترف، وأسأله راغبا في قبول الإنابة من مقرّ مقترف. وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أعوذ بها من هفوات القول والعمل، وألوذ بعصمتها من فرطات الخطأ والخطل، والصلاة على محمد نبيّه المعصوم من الزّلل والعثار، المؤيّد بالسّكينة والوقار، المختصّ بالاحتباء والاختيار، وعلى آله وأصحابه الأتقياء الأبرار.