ليس بعد الحجاب إلّا العذاب، لأنّ الله تعالى يقول: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ
(المطففين: ١٥- ١٦) .
[أشعار في الحجاب وحكايات]
«٦٣٥» - وقف رجل بخراسان بباب أبي دلف حينا لا يصل إليه، فتلطّف في إيصال رقعة إليه وكتب فيها: [من الوافر]
إذا كان الكريم له حجاب ... فما فضل الكريم على اللئيم
فأجابه أبو دلف: [من الوافر]
إذا كان الكريم قليل مال ... ولم يعذر تعلّل بالحجاب
وأبواب الملوك محجّبات ... فلا تستنكرنّ حجاب بابي
«٦٣٦» - أبو تمام يعتذر لمحتجب: [من البسيط]
يا أيّها الملك النائي برؤيته ... وجوده لمراعي جوده كثب
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا ... إنّ السماء ترجّى حين تحتجب
قيل: إنّه أخذ هذا المعنى من مخنّث سمعه يقول لآخر: طلبتك فلم أرك، فقال:
السماء أرجى ما كانت إذا احتجبت.
«٦٣٧» - ولأبي تمّام: [من الطويل]
سأترك هذا الباب ما دام إذنه ... على ما أرى حتى يلين قليلا
فما خاب من لم يأته متعمّدا ... ولا فاز من قد نال منه وصولا
إذا لم نجد للإذن عندك موضعا ... وجدنا إلى ترك المجيء سبيلا