للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي عليهما السلام كلام، والوليد يومئذ أمير على المدينة في زمن معاوية بن أبي سفيان، في مال كان بينهما بذي المروة. قال الحسين بن علي: استطال عليّ الوليد بسلطانه فقلت: أقسم بالله لتنصفنّي من حقي أو لآخذنّ سيفي ثم لأقومنّ في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثم لأدعونّ بحلف الفضول. فقال عبد الله بن الزبير وكان عند الوليد حين قال الحسين ما قال: وأنا أحلف بالله لئن دعا به لآخذنّ سيفي ثم لأقومنّ معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا. فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال مثل ذلك، فبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي فقال مثل ذلك. فلما بلغ الوليد بن عتبة ذلك أنصف الحسين من حقه حتى رضي.

[أبو الطمحان يستجير بعبد الله بن جدعان]

«٦٢٦» ج- وقال عبد العزيز بن عمران: قدم أبو الطمحان القيني الشاعر، واسمه حنظلة بن الشرقي، فاستجار عبد الله بن جدعان التيميّ ومعه مال من الإبل، فعدا عليه قوم من بني سهم، فانتحروا ثلاثة من إبله، فبلغه ذلك فأتاهم بمثلها وقال: أنتم لها ولأكثر منها أهل، فأخذوها وانتهروها [١] ثم أمسكوا عنه زمانا، ثم جلسوا على شراب لهم، فلما انتشوا عدوا على إبله فاستاقوها كلّها، فأتى عبد الله بن جدعان يستصرخه، فلم يكن فيه ولا في قومه قوة ببني سهم، فأمسك عنهم ولم ينصره، فقال أبو الطمحان: [من الطويل]

ألا حنّت المرقال واشتاق ربّها ... تذكّر أزمانا وأذكر معشري

ولو علمت صرف البيوع لسرّها ... بيثرب [٢] أن تبتاع حمضا بإذخر

أجدّ بني الشرقيّ أنّ أخاهم ... متى يعتلق جارا وإن عزّ يغدر


[١] الأغاني: فانتحروها.
[٢] الأغاني: بمكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>