للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ارتحل عنهم.

وقدم [١] لميس بن سعد البارقيّ مكة فاشترى منه أبيّ بن خلف سلعة فظلمه إياها، فمشى في قريش فلم يجد أحدا يجيره فقال: [من الطويل]

أيظلمني مالي أبيّ سفاهة ... وبغيا ولا قومي لديّ ولا صحبي

وناديت قومي صارخا [٢] ليجيبني ... وكم دون قومي من فياف ومن سهب

ويأبى لكم حلف الفضول ظلامتي ... بني جمح والحقّ يؤخذ بالغصب [٣]

ثم كانت قصة الزبيديّ، وقد ذكرت.

فأعظم الزبير بن عبد المطلب ذلك وقال: يا قوم إني والله أخشى أن يصيبنا ما أصاب الأمم السالفة من ساكني مكة. فمشى إلى ابن جدعان، وهو يومئذ شيخ قريش، فقال له مثل ذلك، وأخبره بظلم بني سهم وبغيهم. وقد كان أصاب بني سهم أمران لا يشكّ أنهما للبغي:

احترق المقاييس [٤] منهم وهم قيس ومقيس وعبد قيس بصاعقة، وأقبل منهم ركب من الشام، فنزلوا بماء يقال له الغطيفة [٥] ، فصبّوا فضلة خمر لهم في إناء وشربوا ثم ناموا وقد بقيت منها بقيّة، فكرع فيها حية أسود ثم تقيأ في الإناء، فهبّ القوم فشربوا منه فماتوا عن آخرهم. فأذكره هذا ومثله.

فتحالف بنو هاشم وبنو المطلب وبنو زهرة وبنوت تيم: بالله القاتل إنا ليد واحدة على الظالم حتى يردّ الحق. وخرجت سائر قريش من هذا الحلف إلّا أنّ ابن الزبير ادعاه لبني أسد في الاسلام. وسأل معاوية جبير بن مطعم [٦] عن دعوى


[١] الأغاني: ووفد.
[٢] الأغاني: بارقا.
[٣] لم يرد هذا البيت في الأغاني.
[٤] ع: المقايس.
[٥] الأغاني: القطيعة (والغطيفة في نسخة) ، ح: العطيفة.
[٦] السائل (في الأغاني) هو عبد الملك والمسؤول محمد بن جبير بن مطعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>